الغربة للهجرة واللاجئين
مرجبا بك زائر كريم ونتمنى لك اوقات سعيدة ونكون من سعداء بتسجيل في منتدى
الغربة للهجرة واللاجئين
مرجبا بك زائر كريم ونتمنى لك اوقات سعيدة ونكون من سعداء بتسجيل في منتدى
الغربة للهجرة واللاجئين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اكراد في مهجر-الهجرة واللجوء-اراء - سياسية - نقد - اقتصاد - برامج - العاب
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 طوز خورمانوو

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير
Admin
Admin



عدد المساهمات : 99
تاريخ التسجيل : 02/08/2011
العمر : 42

طوز خورمانوو Empty
مُساهمةموضوع: طوز خورمانوو   طوز خورمانوو Icon_minitime2011-08-22, 8:26 am

قيس قره داغي
الأربعاء 06/12/2006
موقع نوروز 5/4/2005

يعاني الباحث عن بعض المدن المنسية من ندرة المصادر التي تحوي معلومات تفيده لاغناء بحثه ومدينة طوز خورماتو من جملة تلك المدن , حيث عمد النظام الدكتاتوري على ان تقبع مدن كردستان التي تعيش على حافة الشريط الفاصل بين الكرد والعرب في ظلام التخلف وذلك لتسهيل عملية تمرير سياسة التعريب السيئة الصيت في هذه المدن .

هنالك اختلاف في اصل الاسم ( طوز خورماتو ) , قيل ان اصل التسمية ( خورما _تي ) او ( خورماتو ) مشتقة من كلمتي ( خورما _ كلمة كردية تعني التمر ) و ( تو ) وهي كلمة كردية ايضا تعني ( التوت ) فتكون المعنى الاجمالي , التوت بحجم التمر لكبر حجمه , حيث من يلاحظ اشجار التوت من بساتين المدينة التي لم يبقى منها الشئ الكثير تثمر توتا من النوع هذا , وفريق آخر من الناس يعتقدون ان الاسم انما يتكون من ثلاثة كلمات الاولى ( طوز _ كلمة تركمانية تعني الملح ) وكلمتي ( خورماتو ) اي التمر والتوت كما اسلفنا ويعزون ذلك الى اشتهار المدينة سابقا بهذه المنتوجات الثلاثة في حين يقول آخرون عن كلمة ( طوز أودوز ) انها كلمة كردية قديمة تعني القلعة , حيث ان الكثير من مدن العالم القديمة تمتاز بقلاعها وتكنى بها وعلى جبل هنجبرة لا زالت اطلال قلعة قديمة ماثلة للعيان تجعلنا ان نميل الى الرأي الثاني .

وهنالك ثالث بعتقد ان اصل التسمية اشورية قديمة كانت قديما تحمل اسم ( خير متي ) فحرف وصحف الى ( خورماتو _ خورماتي ) واضيفت الية ( طوز _ دوز ) بعد اكتشاف الملح فيها لاحقا , فيكون المعنى الاجمالي ( ملح خير متي ) او ( قلعة خير متي ) اما المؤرخ الدكتور كمال مظهر احمد فيقول في كتابه القيم ( كركوك وتوابعها حكم التاريخ والضمير ) عن اصل التسمية بان المدينة بنيت على يد الخوريين وقد اخذت المدينة اسمها منهم ( خور _ ماتو ) فمفردة خور اشارة الى الخوريين وماتو تعني المدينة فتكون التسمية بناءا على هذا الرأي ( مدينة الخوريين ) .

البطاقة الادارية والجغرافية

كانت المدينة لغاية ( 1946 ) ناحية صغيرة تابعة الى قضاء ( كفري ) , وفي عام ( 1947 ) الحقت بقضاء ( داقوق _ دقوقاء ) كناحية من نواحيها , اما فيما بعد وبعد ان ازدهرت المدينة ونمت رويدا رويدا الى تبادلت مع داقوق صفتيهما الادارية فاصبحت قضاءا وداقوق ناحية من نواحيها لتنفصلا في زمن النظام البعثي المقبور كي تلحقق كقضاء الى محافظة ( صلاح الدين _ تكريت ) التي استحدثت عام ( 1975 ) ضمن سياسة التعريب وبقت ناحية داقوق ضمن اعمال محافظة كركوك التي طالتها يد التشويه فاصبحت ( محافظة التأميم ) ضمن نفس الخطة الشوفينية كمحاولة لمسح اسم كركوك من الذاكرة الجمعية لاهالي المنطقة , تتبع ( طوز خورماتو ) خمسة نواحي وهي كالتالي .

1 _ ناحبة المركز _ تسكنها تسكنها عشائر الداودة والزنگنة واللك والبيات .

2 _ ناحية قادر كرم _ تتبعها ( 80 ) قرية تقطنها عشائر الزنگنة والطالباني والشيخان وجباري وشيوخ البرزنجة وكلها عشائر كردية وقد هدمت الناحية وجميع توابعها في المرحلة الاولى لعمليات (الانفال ) السيئة الصيت .

3 _ ناحية نوجول _ تتبعها ( 35 ) قرية تقطنها الداودة , هدمت الناحية وتوابعها اثناء عمليات الانفال عام ( 1988 ) .

4 _ ناحية آمرلي _ تتبعها ( 30 9 ) قرية تقطنها عشيرة البيات التركمانية وقسم من الداودة .

5 _ ناحية سليمان بگ _ تتبعها ( 31 ) قرية معظمها من عشيرة البيات التركمانية التي كان رؤساءها يعتبرون انفسهم عربا تماشيا مع مصالحهم الشخصية .


كان عدد سكان ( طوز خورماتو ) اثناء العهد العثماني ( 1749 ) نسمة وفيها ( 756 ) دارا و ( 3 ) خانات (كانت الخانات آنذاك بمثابة الفنادق ) و ( 96 ) حانوتا و ( 3 ) مقاه و ( 35 ) بستانا ومدرسة ابتدائية واحدة , تبعد مسافة ( 16 ) ساعة مشيا على الاقدام عن كركوك ( حسب الجغرافية العثمانية المطبوعة في استانبول عام 1329 للهجرة ) , اما صاحب كتاب ( دليل الالوية العراقية ) كتب عن المدينة (( مركزها قرية طوز خورماتو التي تبعد عن جنوب قصبة داقوق بنحو 20 ميلا و جنوب مدينة كركوك بنحو 80 ميلا و تعد منطقتها من اغنى بقاع العراق بالنفط و هي داخلة ضمن الاراضي التي تشملها امتيازات شركة نفط العراق يمر منها الطريقان الذين يربطان العاصمة بغداد بمدينة كركوك _ المقصود هنا طريق السيارات وخط سكك الحديد الذي طاله هو الاخر يد الظام التخريبي فالغي ثم رفع الخط نهائيا ) .

يمر بالقرب منها نهر ( آوه سپي ) الذي يصب في نهر العظيم وفيها مدرستان ابتدائيتان يديرهما كل من ( بهجت فتاح الونداوي وخليل صبري ابراهيم ) كلاهما من اهالي مدينة كفري المجاورة , يقدر سكانها ب ( 23 ) الف نسمة تقطنها عشائر البيات والداودة وافراد من العشائر الاخرى )) .

هنالك في الجهة الشرقية من المدينة سلسلة جبال ( هنجيرة ) التي تعلو (300 )مترا عن سطح البحر توجد فيها قمم ( موسى علي ) و ( كه لي هنجيرة _ ثلمة هنجيرة ) ودربندي سليمان و( خويلين _ بتفخيم اللام ) .

تحد المدينة قصبة داقوق شمالا وناحية سليمان بيك جنوبا ومدينة كفري شرقا وقرية ( ينگيجة ) غربا , فيها من المعادن النفط , الفحم الحجري , الجص , حجر البناء , الملح , المياه المعدنية واخرى كثيرة ويجب هنا ان نذكر ان عشرات الينابيع التي تنبع منها نفطا خالصا بدون نصب مضخات خاصة في قرى عشيرة اللك والگل كقرية تازه شار مثلا كانت لحين سقوط الصنم منطقة محرمة بين قوات الجيش البعثي وقوات البيشمرگة وقد استفاد الاهالي من هذه الينابيع الطبيعية حينما فرض النظام حصاره الاقتصادي على كردستان منذ عام الانتفاضة عام 1991 ولحين قبر النظام والى الابد .

في عام 1970 اصبح تعداد المدينة ( 86742 ) منهم ( 25081 ) يسكنون داخل المدينة ومراكز النواحي , و ( 61661 ) يسكنون القرى والقصبات .

طوز خورماتو في بطون التاريخ

عثر على قطعة من الاجر في هذه المنطقة تستدل على ان الموضع كان فيه مستوطن قديم يعرف باسم ( خرشيتو ) و( خرشيتوم ) وهي اللفظة الاكدية الواردة في ( المدونات المسمارية ) في عهد الاكديين وسلالة اور الثالثة , وجاء ذكر ملكها ( مارهوني ) الذي كان معاصرا للملك السومري ( يورسين ) والملك ( اردكينا ) التي استقلت مملكته ( خارشا ) أو ( خروشيتوم ) , وفي عهد ابنه ( ابتاوير ) ايضا والملك ( بازامو ) وكان معاصرا للملك السومري ( شولكي ) ثاني ملوك سلالة ( اور ) الثالثة الذي حكم بين ( 2049 _ 2041 ) قبل الميلاد , وفي العهد البابلي انشئت فيها قلعة حصينة للميديين سميت ( دز خورشيد _ قلعة الشمس ) باللغة الارية القديمة وتطور الاسم مع مرور الزمن فاصبح ( دزخورمات ) وطبعا هذا الرأي اقرب الى التصديق من بقية الروايات حول اصل تسمية المدينة , ويذكر ان جارتها ( كفري ) استقلت هي الاخرى كدويلة في عهد الملك ( شولكي ) وقد كانت تسمى آنذاك ( في حدود 3000 سنة قبل الميلاد ) ب (كيرو كيماش ) .

للرحالة شهاداتهم ايضا //

يقول الرحالة ( المنشئ البغدادي ) عن مدينة طوز خورماتو (( المسافة بين طوز وكفري ( 7) فراسخ , يجد السائح بينهما نهر ( قوري چاي ) تقطنها عشبرة البيات التي تتكلم باللغات الكردية والعربية والتركية , قسم منهم سني المذهب والقسم الاخر شيعي , يوجد في ارضها الجبس والكبريت والفحم الحجري وعلى الجبل المطل على المدينة ثمة قلعة شيدت بالجص والحجر لها اربع بوابات , اكثرية اهاليها يحتسون الخمر ولهم اصوات عذبة جميلة ويعزفون على الالات الموسيقية المختلفة , يتكلمون الكردية والتركمانية ويحترمون الغريب , فيها الف دار ودائرة للبريد .

اما جيمس ريج فيقول عند مروره بالمدينة سنة ( 1820 ) للميلاد , هنالك بئر للنفط عمقها ( 15 ) قدما على الطريق المؤدي الى الجبل , ومقلع للملح بالقرب من المدينة , وكذلك بئر آ خر للنفط في جنوب المدينة , ومجموع ارباح النفط المستخرج من تلك الابار سنويا يبلغ ( 20 ) الف قرش يوزع بين عائلة الدفتردار ( والد عمر بگ ) صاحب الخزينة , ويضيف مستر ريچ ويقول _ ان اهل المدينة يقيمون احتفالات رائعة سنويا ينحرون فيها القرابين كلما قاموا بتنظيف آبار النفط تلك , ومن الارجح ان يكون هذا تقليدا قديما اورثوه من السلف البعيد اعتقادا منهم بان تلك الطقوس ستزيد من انتاج النفط في الابار .

طوز والحضور الدائم في النظال الوطني

لم يتخلف ابناء منطقة طوز خورماتو يوما من المشاركة في الثورات والانتفاضات والوثبات التي اندلعت في كردستان , فالمتصفح لتأريخ تلك الاحداث يجد لطوز وابناءه حضورا فعالا , فعند اندلاع الحرب العالمية الاولى عام 1914 م ترأس فائق آغا الداودة ثلة من الفرسان الاشداء الشجعان من ابناء عشيرته وتوجه بهم الى الشعيبة في البصرة ضمن تشكيلة من تشكيلات الشيخ محمود الحفيد وهناك شارك مع عشائر الفرات الاوسط والجنوب العراقي لتصدي القوات البريطانية التي عسكرت طلائعها هناك وقد ابلى فائق اغا بطولة فردية رائعة عندما تقدم في صولة مجموعته وقاتل بخنجره الكردي الى ان سقط شهيدا في الميدان ودفن في نفس المكان ولازال قبره يتبرك به الاهالي , اما رفعت آغا الداودة وهو ايضا من رؤوساء الداودة من كبريات العشائر الكردية القاطنة في منطقة گرميان فقد قاد افخاذ عشيرة الداودة بعد التنسيق مع الثائر المعروف ابراهيم خان الدلوي الى تحرير مدينة طوز فاكمل مهمته في غضون عدة ايام ليشكل في المدينة حكومة محلية ومجلس بلدي منتخب وعندما كر الانكليز لاعادة السيطرة على المدينة بمساعدة معاهد الانكليز في المنطقة الشيخ حميد طالباني دافع رفعت آغا الداودة دفاعا مشرفا عن المدينة ما حمل الانكليز ان يغيروا على معقل رؤوساء الداودة التقليدي قرية ( البو صباح ) بواسطة طائرات القوة الجوية الملكية في المنطقة لحمل الاغا عن الكف من قتال الانكليز , هذا وكان للشيخ محمود الحفيد علاقات قوية مع رؤوساء ووجهاء المنطقة وفي احد المرات عقد ممثل الشيخ اجتماعا تبعه اجتماعات اخرى مع المرحوم ( حسن بگ داودة ) في ( قرية شاه سيوان ) القريبة من خورماتو وكانت تلك الاجتماعات تمهيد لبدء معركة ( آوباريك ) بين الشيخ الكردي من جهة وبين قوات الانكليز من جهة اخرى وكان لثوار عشائر منطقة طوز دور في هذه المعركة وقدموا مجموعة اخرى من الشهداء في هذه الواقعة .

اما عند اندلاع شرارة ثورة ايلول التحررية عام 1961 تواجهت طلائع شباب المدينة للالتحاق بصفوف الثورة وتشكلت مفارز خاصة منهم والاعداد كانت تتزايد مع الايام فكلما سقط شهيدا التحق كوكبة منهم بالثورة الى ان اصبحت مفارزهم ( په ل _ فصيل ) و( لق _ سرية ) واخيرا رقيت تشكيلاتهم الى ( بتاليون _ فوج ) باسم بتالون طوز الاول ضمن ( هيز _ لواء ) كركوك ومنطقة نشاطه تبدأ من جنوب كركوك وتنتهي في جبل حمرين وكان البتاليون الوحيد الذي حظي بشكر قائد الثورة الملا مصطفى بارزاني رحمه الله وقد تلي كتاب الشكر عبر اذاعة صوت كردستان العراق قبل مدة وجيزة من مؤامرة

( الجزائر ) . وقد برز اثناء هذه الثورة اسماء كثيرة نذكر منهم ( علي حبة , عباس خياط , محمد علي فارس , حاجي هدايت عزيز نوجولي , حاجي كريم احمد , الكادر حسين طيار , درويش نوري , محمد علي نجم , مام خدر لك , رشيد توتونچي وآخرين ) وقدمو كوكبة من الشهداء نذكر منهم ( عزالدين علي حسين , نوري لكي , نجم الدين علي , مام حسن چته , سليمان ابراهيم قادر , عزيز علي حبه , فائق جوامير , ملا حيدر ( اعدم من قبل البعث وقد خص السيد مسعود بارزاني اكثر من صفحة من كتابه حول ثورة ايلول وهو يتحدث عن هذا الشهيد ) , انور جعفر , والشهيد غرباو ( تركماني ) الذي اعدم عام1976 .

ومع انطلاقة الثورة ما بعد مؤامرة الجزائر سارع الشباب في طوز بالالتحاق بمفارز الاتحاد الوطني الكردستاني والمساهمة الجادة في نشاطات الثورة وقدم قرابينه في الثورة الجديدة ايضا نذكر منهم الشهداء ( محمد زنگنة , حسين محمد احمد , سيد مالك سيد محمد بابا الملقب ب ( سرهنگ) , غائب علي حميد وكان آمر (كرت _ قاطع ) , نامق صديق سعيد , الكادر السياسي مصطفى علي امين , مجيد دوزي , بايز حميد , احمد نصرالدين , ازاد عبدالله برغش , آسو كركوكي , جلال جبار آزاد رشيد , نادر مجيد , عادل قادر , شكر قلايي , ِغائب رحمن , علي مردان , سيد ابراهيم احمد خليل , غالب امين , نامق صديق وآخرين ) .

الانتفاضة وملحمة تحرير طوز خورماتو

لعل الانتفاضة الجماهيرية العارمة للكرد في آذار 1991 هي الحدث التاريخي الاهم من حيث النتائج والدروس والعبر , وحكومة اقليم كردستان ثمرة من ثمار تلك الانتفاضة , ومشاركة طوز خورماتو في هذه الانتفاضة تحتاج الى ملف يشارك في اعداده مجموعة ممن ساهموا فيها , فقد اختلط الپيشمرگة والمفارز المسلحة المختفية التابعة للتنظيم السري وابناء الشعب لضرب رموز البعث في المدينة , فبعد تحرير مدينة كفري 10/3/1991 باشراف الشهيد الخالد ( حمه ره ش ) توجهت المفارز المنتصرة لتلتحق بمفارز الاخ عثمان حاجي محمود المشرف على جبهة طوز خورماتو وفي تمام الساعة الثالة عصرا في نفس اليوم اتحدت نسور الجبل بالخلايا المسلحة واختلطوا بجماهير الشعب المهيئين وبدؤا بضرب رموز الدكتاتورية ( الامن , مقر حزب البعث , الاستخبارات ) ضربة رجل واحد ولم تصمد رموز الشر الجبانة كثيرا فاستسلمت خانعة تلك القوى التي دفعت خيرة ابناء طوز الى اعواد المشانق وتم تحرير المدينة منهم ولم يبقى للجماهير المنتفضة الا مرمى حجر ليتعانقوا مع قلادة جبل حمرين

حدود كردستان الطبيعية لولا طارئ طرأ على مجريات الاحداث فعرقل المسار نحو حمرين ومن ثم الى بغداد , وجاءت العرقلة من مرتزقة ما تسمى ( منظمة مجاهدي خلق )الايرانية التي كان لها معسكر في ناحية ( نوجول ) شمال شرق المدينة وبعد تحرير المدينة تركو المعسكر متوجهين جنوبا نحو بغداد عبر الشارع الرئيسي الذي يخترق مدينة طوز , ولما كانت المدينة محررة ارسلوا مبعوثا منهم الى البيشمركة وقالو نحن لا شأن لنا بما يحدث وكل ما نريد منكم ان تفسحوا المجال لنا بالعبور كي نلتحق بمعسكرنا الرئيسي في منطقة العظيم القريبة من قضاء الخالص , وبعد أخذ ورد كان لهم مارادوا فعبروا المدينة دون ان يمسهم احد بسوء بيد انهم وبعد عبورهم جسر ( آوه سپي ) باغتوا الجماهير المنتفظة بقصف مدفعي بواسطة دباباتهم وعسكروا في ناحية ( سليمان بيگ ) بدلا من مواصلة السير الى ( العظيم ) كما ادعوا , مما منح النظام فرصة اعادة تنظيم فلوله والهجوم على طوز لاهمية هذه المدينة من الناحية العسكرية حيث انها مفتاح مواصلة السير نحو تكريت من جهة وبغداد من جهة اخرى , فسارع النظام بتهيئة قوة كبيرة واناط قيادتها الى المقبور المجرم ( بارق الحاج حنطة ) الذي طالما قلده الدكتاتور بالاوسمة والانواط والنياشين ولكن عندما خسر حنطة معركته الاخيرة مع جماهير طوز قتله بمسدسه الشخصي وبنفس اليد التي علقت النياشين على صدر المقتول ) وقد ارسل ابن عم الدكتاتور علي حسن المجيد ( علي كيمياوي ) للاشراف على هذه المعركة وقد افلت هذا الاخير من جماهير كركوك في اللحظة الاخيرة بواسطة طائرة ( هليكوبتر ) خاص بعد ان تحررت مدينة كركوك في يوم نوروز ( 21.3.1991) , وقد بدأت معركة شرسة غير متكافئة بين قوات الدكتاتور ومنظمة مجاهدي خلق الايرانية من جهة والبيشمركة والجماهير المنتفضة من جهة اخرى دامت ( 9 ) ايام أبدى المنتفضون فيها شجاعة نادرة ومقاومة باسلة دخلت السجل النظالي الكردستاني من اوسع ابوابه , فقد سقط مئات القتلى من القوات المهاجمة ووقع عشرات القتلى بيد الثوار فافلتوا من الموت وتحطمت العديد من دروعه وآلياته اثناء هذه المعركة التي دارت رحاها في جبهات خمسة حول المدينة وكان نصيب الثوار منها كوكبة اخرى من الشهداء الابرار على راسهم ( حمه ره ش ) عضو القيادة العامة لقوات البيشمركة و سلطان حميد و صالح محمد حسين ( كاكه ) ونادر مجيد جوامير واحمد زرداوي و شكر قلايي وآزاد رشيد و رمزي حسين و كريم صابر و كريم خليل وآخرين , ومن بين الجماهير استشهد اكثر من ( 200 ) شخصا بينهم اطفال ونساء طالهم القصف العشوائي لمدفعية العدو الذي استخدم كل ما في مخازنه من اسلحة وقد كانت المدفعية تقصف المدينة من مطار ( حليوة ) القريبة ( 15 كلم جنوب غرب المدينة ) , وقد تم تقسيم المدينة الى خمسة جبهات دفاعية وبالشكل التالي /

1 - عثمان حاجي محمود , تولى القيادة العامة بعد استشهاد ( حمه ره ش )

2 - طريق تكريت غرب المدينة , باشراف الشهيد طيب شفيق ( سواره ) .

3 _ طريق بغداد جنوب المدينة _ اشرف على هذا القاطع كل من الشهيد مجيد طوزي وجبار ملا علي.

4 _ جبهة ( مشروع صدام ) القريبة من السايلو باشراف الشهيد ( حمه آخه )


5 _ طريق كركوك شمال المدينة انيطت قيادة هذا القاطع الى السيد ملا سعيد احمد محمد الوكيل السابق لمحافظ كركوك .

6 _ جبهة جبال ( هنجيرة ) شرق المدينة , اشرف عليها الملازم عباس والشهيد محمد طوزي .

7_ جبهة مقالع الملح بقيادة الشهيد سلطان محمد .

وكانت القطعات الحكومية المتجحفلة لضرب المدينة تتكون من الوية ( 65 , 68 , 62 , قوات خاصة , لواء المغاوير الثاني التابع للفيلق الثاني , قوات بارق , تشكيل سيف القائد , وحدات من قيادة قوات حرس الحدود الثالثة , شكيلات الجيش الشعبي والمرتزقة ( للمزيد حول سير المعارك راجع كتاب _ شعلة الانتفاضة في محرقة مدينة طوز _ عثمان حاجي محمود , من منشورات قسم الاعلام التابع للمركز الثالث للاتحاد الوطني الكردستاني ) .

ثالوث التعريب والتبعيث والتهجير

دأبت السلطة الحاكمة في العراق على تغير الواقع القومي للمناطق والمدن والقرى المتاخمة لحدود كردستان الطبيعية مع المناطق العربية وذلك وفق سياسة التعريب والتهجير والتبعيث وقد مولت خططها الشوفينية هذه بالملاين من ارباح النفط المستخرج اصلا من هذه المناطق ومدينة طوز خورماتو احدى هذه المدن التي نالت نصيبها من هذه السياسة فقام النظام البعثي بسلخها من محافظة كركوك وتم الحاقها ب ( محافظة صلاح الدين ) وكان يهدف القرار هذا تقليل نسبة الكرد في محافظة كركوك وجعل الاكثرية الكردية في قضاء طوز اقلية في محافظة صلاح الدين وثم قام النظام باقامة عدة مجمعات سكنية للوافدين العرب واطلق اسماء ( يافا ) و( حيفا ) وغيرها من الاسماء التي تساهم في ضرب جدار عزلة بين الكرد والشعب الفلسطيني الذي لهما سمات مشتركة في النظال والكفاح وقد استلهم النظام اسلوبه هذا من الحركة الصهيونية التي ساهمت في استلام البعث الى سدة الحكم في العراق طبقا لتصريحات علي صالح السعدي احد ابرز قياديي البعث عام 1963 عندما قال قولته الشهيرة ( اتينا الى الحكم بقطار امريكي ) وعندما ننظر الى حالة التشرذم العربي التي سببها النظام البعثي نتيجة لحروبها الاستنزافية نفهم فحوى التصرح بشكل ادق , كما قام البعث بتهجير الاسر والعوائل الكردية الى جنوب العراق او الى ( منطقة الحكم الذاتي ) التي ارادها البعث ان تقتصر على ثلاثة محافظات فقط وبالمقابل قاموا باستملاك عشرات الالاف من الاراضي الزراعية الى افراد من الاسرة الحاكمة حيث كان ل ( برزان التكريتي الاخ الغير شقيق للدكتاتور ) مزرعة كبيرة تضم اكبر حقول الدواجن في المنطقة وكما قام النظام بشق الترع والجداول و تدشين ( مشروع صدام الكبير الاروائي ) لغرض جذب العشائر العربية الى المنطقة والمشروع هذا يروي مليون ونصف دونم من الاراضي الزراعية , كما وقام بتأسيس مطار ( حليوة ) العسكري لضرب الثورة الكردية والقرى الكردية التي تأوي البيشمركة قبل الاقدام على تدميرها نهائيا في عمليات الانفال السيئة الصيت .

منطقة طوز خورماتو وكارثة الانفال

لم تفجع منطقة في كردستان مثلما فجعت طوز خورماتو بكارثة الانفال حيث ابيدت كافة القرى التابعة لعشائر الداودة واللك والكل والزنگنة عن بكرة ابيها والقي القبض على سكانها جميعا بعد ان سلموا انفسهم طواعية ظنا منهم ان الحكومة تفي بوعودها و( عفوها ! ) ولم تعاقب الاطفال والكهول و النساء على الاقل على ذنب لم يقترفوها , ولكن السلطة جمعهم وساقهم بواسطة عربات عسكرية الى مناطق مجهولة وابادت كل هذه المجاميع بطرق مختلفة , قسم منهم قدموا كهدايا الى ( دول صديقة وشقيقة !) وقسم منهم تم بيعهم كما كانت الجواري تباع في اسواق النخاسة ايام زمان ! وقسم منهم قدموا احياء الى مختبرات التصنيع العسكري لاجراء الاختبارات الجرثومية والكيمياوية عليهم وهم احياء وهنالك المئات من الوثائق والادلة وقعت تحت يد الناس والمؤسسات تثبت هذه الحقيقة , والاكثرية الساحقة منهم تم دفنهم احياء في مقابر جماعية في اماكن متفرقة في العراق لم ينج منهم سوى عدد قليل جدا لايتراوح عددهم عدد اصابع اليد بينهم طفل اسمه تيمور تمكن من الخروج من احد الحفر بعد رميهم وقد تركوهم ظنا منهم انهم جميعا قد ماتوا واستلمه رجل في بادية السماوة وقام بتضميد جراحه والاعتناء به والاحتفاظ به مدة طويلة الى ان تمكن هذا الرجل الشهم بالذهاب الى كردستان والتعرف على ذوي تيمور في مجمع الصمود القسري وسلمهم الامانة وقد تمكن عدد من الصحفيين الاجانب من الذهاب الى مجمع الصمود واجراء مقابلات مطولة معه بينهم الكاتب والصحفي الامريكي جوناثان راندل فادرك خطورة وضع الصبي وهو يعيش في مكان قريب من معسكرات النظام واجهزة استخباراته فسارع الى اخبار جلال طالباني بخطورة الامر مما دفع زوجته السيدة هيرو ابراهيم بتبني الصبي تيمور ولدا لها وجعلها ملازما لها في منزلها حفاظا على حياتها وهو شاهد حي على عملية الانفال التي راح ضحيتها ( 182 ) الف انسان, وفي الاونة الاخيرة ظهر عدد آخر منهم احدهم من اهالي منطقة طوز خورماتو عاد مؤخرا لزيارة من نجوا من الموت فقام الصحفي الكردي عارف قورباني واجرى معه مقابلة مطولة بصدد الانفال طبع على شكل كراسة في كردستان . حتى بعد تحرير جزء من كردستان لم يتم اعادة بناء قرى منطقة الداودة في طوز خورماتو كون اكثر تلك القرى واقعة في الاراضي المحرمة بين قوى البيشمرگة وقوات النظام وكل ما تم بناؤه من قرى طوز خورماتو هي واراني العليا , واراني السفلى , لفتي آغا , چه وري , ساله يي , عرب آغا , گرمك , زينانه العليا , زينانه السفلى , محمود بگ , قرية حسن , باشتپه , عمر صوفي , اما بقية اهالي المنطقة اقاموا كثيرا في مجمعات قسرية كمجمات الصمود و بني صلاوة و كه ور كوسك وغيرها لم تمد لهم احدا من كل المنظمات الانسانية يد المساعدة والعون .

الابداع الثقافي في طوز خورماتو

رغم كل المآسي والويلات التي عانتها المدينة و رغم سياسة التعريب التي منعت اهل المدينة تحصيل العلوم و المعارف بلغة الام , الا ان المدينة لم تتخلف عن ركب الثقافة والابداع في مختلف مجالات الحياة الثقافية , فبرز بينهم شعراء نذكر منهم الشاعر الكلاسيكي ( محاكي ) و ( محمد خورشيد رشيد آغا الدراجي _ الدراجي قرية من قرى الداودة تقع بين كفري وطوز خورماتو ) و ( سقمي ) و ( حه مه كه ) و ( زمان اوغلو _ شاعر تركماني ) و من المحدثين نذكر الشاعر و المطرب التركماني الاشهر اكرم طوزلو والشاعر اكرام علي امين و الاخوين عبدالله طاهر برزنجي و هاشم طاهر برزنجي , وفي مجال القص نذكر القاص المعروف ( زهدي الداودي ) صاحب رواية ( الزنابق التي لا تموت ) وهو يقيم منذ سنوات في المانيا , والقاص المعروف احمد محمد اسماعيل مؤلف قصص ( داره كه ى به رمالمان _ تلك الشجرة النابتة قبالة منزلنا ) و ( ئه سپ _ الفرس ) و ( له سيبه رى ئه سپه شيدا _ تحت مظلة الفرس ) و القاص المبدع محمد امين محمد مؤلف كتاب ( ئه بي و نابى _

يجوز ولا يجوز ) و ( رايه كى زمانه وانى _ وجهة نظر لغوية ) والقاص نجيب گرميانى الذي كتب رائعته حول الانفال وهوالذي فقد اعزاءه في الانفال والمرحوم جمال صابر القاضي وكما برز في مجال الثقافة والوطنية ووجوه المجتمع رجال امثال غزائي ومام عبدالله امين نايف ( عبدالله بچوك ) ومام زيدان وحمه امين الداودي الذي كان يراسل الاديب الكردي الكبير گيوي موكرياني وملا عارف والاستاذ الدكتور غالب الداودي مؤلف كتاب ( الداودية في ماضيها وحاضرها ) ومن الخطاطين هنالك الخطاط المبدع المرحوم صفوت محمود نديم الذي تلمذ على يد الخطاط العراقي الاشهر هاشم الخطاط ليصبح احد اشهر خطاطي كردستان والعراق وشقيقه الكاتب والفنان التشكيلي والناقد عبدالحكيم محمود نديم ويجب ان لا ننسى كتاب ومبدعون آخرون ولدوا في اماكن متفرقة غير ان جذورهم طوزية مثل الكاتب القدير عوني الداودي والصحفي اللامع سوران الداودي وعذرا لمن لم تسعفني الذاكرة في ذكرهم فهم كثيرون والحمد لله , اما في مجال الغناء والطرب فحدث ولا حرج فكما قال عنهم الرحالة المنشئ البغدادي قبل ما يقارب القرنين من الزمان ان اهل طوز يمتازون باصوات عذبة , فقد برز منهم الكثير من المطربين الذين قدموا الكثير للغناء الكردي والتركماني ومنطقة گرميان طوز تعتبر الارضية الاصيلة لابتكار اعذب المقامات الشرقية ذات الطابع الكردي الاصيل فمنبع مقام ( قه تار الله ويسي ) كائن هناك , و قد اقتبسه قارئ المقامات العراقية الاول محمد القبانجي من ملا اسماعيل في كفري وغناه في بغداد باسم مقام ( قطر ) وعده من مبتكراته في عالم المقام العراقي ( سوف نكتب عن هذا الموضوع مفصلا ) , فمن مطربي هذا القضاء الاستاذ حسين علي ( گورجي ) خبير المقامات في دار الاذاعة الكردية والاستاذ صلاح داودة والمطربين فائق داودة و نوزاد داودة ومن الداودة فخذ يعدون اساطين الغناء والموسيقى وخصوصا في آالتي المزمار والطبل وقدامتهنوها اب عن جد ومام عزيز وابنه احمد نانه وا ( الخباز ) وحمه ي حسن وكذلك المطربين التركمان المبدع اكرم طوزلو وحميد طوزلو وناظم عبد وعباس جلال وحسن طوزلو وآخرين .

وتشكلت في هذه المدينة عدة فرق موسيقية منها فرقة الجمهوري الذي شكله الشهيد مصطفى علي امين عام 1983 وفرقة كاروان الموسيقية وفرق خاصة للغناء التركماني واطوار القوريات ( نوع من الشعر الرباعي الذي يعتمد الجناس والطباق في تنظيمه يتغنى باطوار مختلفة من المقامات كعمر گلة والديوان وكياسوك والمخالف واخرى تدخل في نفس الوقت كقطع الى المقامات الرئيسية البغدادية لتحليتها ) .

ما تقدم كان غيض من فيض ما يجب ان يكتب عن هذه المدينة التي اعطت ولم يعطى لها وقدمت ولم يقدم لها وسوف يكون لنا عودة اخرى للكتابة عن هذه المدينة , وندعوا المسؤولين في العراق الجديد ان يجددوا المدينة بعد كل الخراب الذي عانتها في الفترات السابقة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hjraoaljua.forumarabia.com
 
طوز خورمانوو
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الغربة للهجرة واللاجئين :: المنتديات العامه :: عام-
انتقل الى: